رحلة في أعماق المخ

الرئيسية معلومات طبية رحلة في أعماق المخ
رحلة في أعماق المخ

الجهاز العصبي هو النظام الأساسي الذي يربط المخ بالجسم، مسؤول عن الحركة، الإحساس، الذاكرة، والتحكم في الوظائف اللاإرادية مثل التنفس ونبضات القلب.

شارك هذه الصفحة:
رحلة-في-أعماق-المخ
الجهاز العصبي هو النظام الذي يربط المخ مع باقي الجسم، ويشمل المخ، الحبل الشوكي، والأعصاب الطرفية. المخ هو الوحدة الرئيسية لمعالجة المعلومات، في حين يعمل الحبل الشوكي على نقل هذه المعلومات إلى الأطراف والعضلات لتنفيذ الأوامر.
الوظائف الحركية مثل حركة اليد أو القدم تبدأ من المخ وتنتقل عبر الحبل الشوكي إلى الأعصاب الطرفية التي تحرك العضلات. أما في حالة الإحساس مثل لمس جسم ساخن، فإننا نشعر بالحرارة بعد فترة قصيرة، ولكن قبل وصول الإشارة للمخ، يكون هناك ما يُسمى بـ "المنعكسات" (Reflexes) التي تجنبنا الأذى فورًا، فتقوم الأعصاب بإبعاد اليد عن الجسم الساخن قبل أن نشعر بالحرارة.
أحد الأمثلة الشهيرة التي توضح سرعة ردود الأفعال هي الضغط على الفرامل أثناء القيادة قبل أن نستوعب حقيقة الخطر الذي أمامنا. هذه الردود السريعة يتم تنظيمها من خلال الحبل الشوكي، حيث يتم إصدار الأوامر بشكل مباشر إلى العضلات دون الحاجة إلى مرور الإشارة عبر المخ.

وظائف المخ:

المخ لا يتحكم في الوظائف الحركية والإحساس فقط، بل له دور كبير في التحكم بالمشاعر والسلوكيات. من أهم وظائف المخ أيضًا هو التحكم في الجهاز العصبي اللاإرادي الذي يشمل التحكم في القلب، التنفس، والهضم. هذه الوظائف لا يمكننا التحكم فيها مباشرة، وهي تعمل بشكل آلي للحفاظ على استقرار الجسم.

كيف يحتفظ المخ بالمعلومات؟

الذاكرة هي إحدى أهم وظائف المخ، وهي المسؤولة عن استقبال المعلومات، وتخزينها، واسترجاعها عند الحاجة. عملية الذاكرة تبدأ من الحواس الخمس التي تسجل كل ما يحدث حولنا، ومن ثم يتم تشفير هذه المعلومات وتخزينها في الدماغ.
الذاكرة قصيرة المدى (Short-Term Memory) هي التي تخزن المعلومات لفترة قصيرة. أما الذاكرة طويلة المدى (Long-Term Memory) فهي التي تحتفظ بالمعلومات لفترات أطول، قد تمتد إلى مدى الحياة. كما أن الذاكرة الحسية (Sensory Memory) تخزن المشاهد والروائح والأصوات لفترة قصيرة جدًا.
ما يميز الإنسان عن غيره من الكائنات هو الذاكرة القادرة على تخزين الخبرات السابقة وإعادة استرجاعها لاتخاذ القرارات في المستقبل. هذا ما يفسر كيف يمكن للإنسان أن يتعلم من تجاربه، كما أن ذاكرته تخزن الكثير من الأحداث التي تساهم في بناء شخصيته. على سبيل المثال، إذا لمس الشخص سطحًا ساخنًا في الماضي، فإن ذاكرته ستجعل يده تنسحب تلقائيًا من أي سطح ساخن آخر.
هناك تساؤلات فلسفية وعلمية كبيرة حول الذاكرة، مثل إمكانية نقل الذاكرة من شخص إلى آخر أو حتى من شخص إلى جهاز إلكتروني. رغم التقدم الكبير في علم الأعصاب، فإننا لم نصل بعد إلى القدرة على نقل الذاكرة بشكل فعلي من دماغ إلى آخر أو تخزينها على جهاز خارجي.

المرونة العصبية (Neuroplasticity):

من المميزات العجيبة للمخ البشري هي قدرته على التجدد والتكيف. هذه الظاهرة تسمى "المرونة العصبية" (Neuroplasticity)، وتساعد المخ على التكيف مع التغيرات والظروف الجديدة. على سبيل المثال، إذا تم تدمير جزء من المخ نتيجة لإصابة أو مرض، قد يستطيع المخ إيجاد مسارات عصبية بديلة لأداء نفس الوظائف، مما يساهم في الشفاء والتعافي.

أمراض المخ والاعصاب وتأثيرها على الإنسان:

عندما يصاب الإنسان بأمراض تتعلق بالمخ والأعصاب، مثل الديستونيا أو مرض شلل الرعاش، قد يفقد العديد من هذه الوظائف الحيوية. لذا يجب استشارة الدكتور زياد يسري أستاذ جراحة المخ والأعصاب والشلل الرعاش لخبرته الاستثنائية في اختيار وتطبيق أحدث طرق وأساليب العلاج المُتبعة عالميًا لمثل تلك الحالات، وذلك من خلال التحفيز العميق للمخ الحاصل على موافقة هيئة الغذاء والدواء العالمية.

معلومات طبية

خلل التوتر العضلي (دستونيا) هو اضطراب عصبي يسبب انقباضات لا إرادية تؤثر على الحركة. يمكن تطبيق التحفيز العميق للمخ للتحكم في تنسيق الحركة.

مرض باركنسون هو اضطراب عصبي مزمن يؤثر على الحركة بسبب نقص الدوبامين في الدماغ، مما يسبب الرعشة، التصلب، وبطء الحركة، ويتطلب التحفيز العميق للمخ.

شهدت جراحات المخ والأعصاب الوظيفية تقدمًا هائلًا؛ مما أحدث ثورة في علاج الأمراض العصبية المزمنة مثل الشلل الرعاش والصرع، عبر تقنيات متطورة تمنح المرضى حياة أفضل.