شفاء مريض يعاني من الشلل الرعاش!

شارك الدكتور زياد يسري أستاذ جراحة المخ والأعصاب والشلل الرعاش، مع الفريق الطبي في عملية جراحية أدت إلى شفاء مريض من مرض الشلل الرعاش؛ الذي دمر حياته منذ أكثر من 5 سنوات دون علاج.

كان هذا المريض يعاني في البداية من أعراض عديدة، مثل: الشعور بضعف العضلات، والرعشة أثناء راحة العضلات (هو عبارة عن اهتزاز إيقاعي للعضلات حتى عند عدم استخدامها). كما كان يعاني من صلابة وتيبس دائم لا يتغير عند تحريك أي جزء من الجسم. بالإضافة إلى وضعية غير مستقرة ومشي غير مستقر، يتمثل في مظهر منحني. مع تفاقم أعراض الشلل الرعاش، أصبحت خطواته قصيرة ومتثاقلة، ولم يتمكن من تحريك ذراعه كثيرًا. تم تشخيص المريض بعد إجراء عدة فحوصات بأنه بعاني من مرض الشلل الرعاش؛ مما أصابه بالإحباط الشديد. كان يشعر أنه عبئ ثقيل على عائلته؛ مما أثر في حياته الاجتماعية والمهنية. ظل المريض يعاني من هذا المرض لأكثر من 5 سنوات دون استجابة لأي علاج. كانت الأعراض تتفاقم بمرور الوقت؛ مما أفقده القدرة على الحركة على نحو طبيعي.

يتسبب مرض باركنسون في تدهور منطقة معينة من الدماغ، وهي العقد القاعدية (مجموعة خلايا عصبية في عمق الدماغ). ومع تدهور هذه المنطقة، نفقد القدرات التي كانت تتحكم فيها تلك المناطق ذات يوم. كما يسبب مرض الشلل الرعاش تغييرًا كبيرًا في كيمياء المخ. عندما يصاب شخص بمرض الشلل الرعاش، لا يكون لديه ما يكفي من مادة الدوبامين. تحتاج الخلايا الدوبامين لحركة العضلات، وهذا هو السبب في أن نقص الدوبامين يسبب تباطؤ الحركات والرعشة التي أصيب بها هذا المريض. مع تقدم المرض وعدم تأثير العلاج الدوائي على الأعراض، أثر المرض على كيفية عمل الدماغ، مما سبب أعراضًا شبيهة بالخرف والاكتئاب.

بعد فقدانه الأمل، ذهبت المريض للدكتور زياد يسري والفريق الطبي لتلقي العلاج. بعد الكشف عليه، تبين أن حالته لا تستجيب للعلاج الدوائي، قرر الأطباء إجراء عملية تحفيز خلايا المخ العميقة لعلاج الشلل الرعاش. يعد التحفيز العميق للدماغ إجراء جراحي عصبي يستخدم أقطابًا كهربائية مزروعة وتحفيزًا كهربائيًا لعلاج اضطرابات الحركة المرتبطة بمرض الشلل الرعاش، خلل التوتر العضلي، والحالات العصبية الأخرى. تم إجراء بعض الفحوصات التصويرية قبل الجراحة، لتحديد المكان المناسب لوضع الأقطاب الكهربائية.

أجرى الدكتور زياد يسري والفريق الطبي جراحة تحفيز خلايا المخ العميقة، دون تخدير كلي للمريض، تم تنفيذ عدة خطوات معقدة. تتمثل الخطوات الأولى في إدخال أسلاك التحفيز في كل جانب من الدماغ في نفس الوقت. تم تركيب جهاز التصويب الجراحي حول الدماغ بالكامل؛ مما ساهم في تحديد مكان وضع الأقطاب الكهربائية عن طريق تصوير الدماغ من خلال الأشعة المقطعية والرنين المغناطيسي.

تم بعد ذلك تحديد منطقة تحت المهاد، وهي منطقة صغيرة للغاية لوضع الأقطاب. ثم تم تحديد مسار آمن للأقطاب والأسلاك الكهربائية لتمر دون التأثير على مناطق أخرى في المخ أثناء التحفيز الكهربائي. تم فتح الجمجمة لوضع ثلاثة أقطاب كهربائية في قسمي المخ الأيمن والأيسر. كان المريض مستيقظ في هذه الخطوة، حيث تم تجربة الإشارات الكهربائية حتى توقف الارتعاش تمامًا.

بعد ذلك، تم وضع القطب الكهربائي النهائي في مكانه الصحيح والدقيق تحت المهاد. في النهاية، تم زرع بطارية المحفز، وهي مولد كهربائي، تحت جلد الجزء العلوي من الصدر.